أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عائشة خليل - اغتصاب الثيب غير وارد!!














المزيد.....

اغتصاب الثيب غير وارد!!


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 13:57
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


تعرضت الصحفية البريطانية الشابة نتاشا سميث للاغتصاب في ميدان التحرير يوم الأحد ٢٤ يونيو ٢٠١٢. وقد نشرت شهادتها الكاملة على مدونتها، ورد على هذه التدوينة أكثر من ألف شخص ما بين مصدق ومكذب، من ثَمْ تلقفت محطات التلفزة والصحف الخبر وتناقلته بشكل موسع - فاستضافتها قناة السي إن إن لتحكي عن تجربتها - كما تناقلته وسائل الإعلام الحديث.
ولقد كانت نتاشا في مصر تعمل فيلمًا وثائقيًا، وأثناء وجودها في ميدان التحرير هاجمتها مجموعة من الرجال بعد أن عزلتها عن رفقائها، واختطفوا كاميرتها، وحقيبتها، ثم مزقوا ملابسها وانتهكوا جسدها. وشهادة نتاشا صريحة وشجاعة ومؤلمة وفي تصريح لأحد الصحفيين أكدت لارا لوجن مراسلة سي بي سي التي كانت قد تعرضت لتجربة مماثلة يوم التنحي (١١ فبراير ٢٠١١) أنها لم تستطع قراءة شهادة نتاشا كاملة لأنها استدعت تجربتها المؤلمة منذ عام ونصف.
وقد أضافت العديد من المقالات التي أوردت الخبر المؤلم، أن مثل تلك الأساليب هي من عمل أمن الدولة التي تطلق البلطجية على الثائرات وذلك حتى تردعهن عن النزول إلى الشارع والاحتجاج. كما عزا البعض إلى الخوف من الأجانب، والذي تعزز بالإعلان التلفزيوني الذي يدعو الجماهير للتشكك في نوايا الأجانب الموجودين في البلد، والذين يتوددون للجماهير ويضمرون الشر للبلاد والعباد. وهو ما قالته إحدى الحاضرات لنتاشا بعد إنقاذها، وما أوردته هي في شهادتها.
وقد يكون هذا صحيحًا، وقد يكون ضربًا من خيال أفلاطوني يحاول أن يبرئ الشعب المصري وخاصة المترددين على ميدان التحرير من العنف، والعنف الممارس على جسد المرأة خاصة. ولذا فلن أتوقف عنده كثيرًا، فما يعنيني هنا هو ما أوردته نتاشا في شهادتها أن أكثر من مستشفي (تحديدًا اثنين) قد رفضا توقيع الكشف الطبي عليها بعد إجابتها عن سؤالين طرحا عليها: هل هي متزوجة؟ وهل هي عذراء؟ وعندما أجابت بالنفي، رفضا توقيع الكشف الطبي عليها، إلى أن حضرت مندوبة من السفارة واصطحبتها إلى مستشفى خاص!
لا أريد أن أبدأ في تخيل وضع نتاشا، فهي غريبة في بلد يبعد آلاف الكليومترات عن وطنها، لا تعرف اللغة التي تتقافز حولها، وقد تمت مهاجمتها بوحشية، تنزف، مرعوبة، مصدومة من الاعتداء الوحشي الذي وقع عليها ... تركب تاكسي إلى إحدى المستشفيات، وتنتظر إلى أن يأتي أحدهم لرؤيتها، ثم تُرد لتبدأ الدورة من جديد! فماذا كان يدور بخلد من ردها من أطباء المفترض فيهم الرحمة والشفقة؟ فإذا كنا قد أوجدنا مبررًا للتهجم الوحشي الذي طالها، فماذا يمكن أن نوجد من مبررات لأولئك الأطباء؟
بيد أنها مشكلة مجتمع ذكوري بامتياز، يستبيح أجساد النساء، فعليًا ومجازًا. مجتمع يحصر علاقته من المرأة في جزء ضئيل من جسدها، وفي تبعيتها لرجل بعينه. فهي إن لم تكن عذراء، فهي مباحة! وإن لم تكن متزوجة، فهي أيضًا مباحة! وهو ذات المنطق الذي تخفى وراءه كشوف العذرية التي وقعها الجيش على المقبوض عليهن من ناشطات في مارس ٢٠١١: نوقع عليهن الكشف حتى لا تتهمنا إحداهن بالاغتصاب وهي قيد الحبس. وكأنما اغتصاب الثيب غير وارد! نفس منطق أطباء المستشفيات الذين رفضوا توقيع الكشف على نتاشا.
ماذا يتعلم أطباؤنا في الكليات؟ ألا يتعلمون عن صدمة التعرض للعنف وتأثيراتها المأساوية على حياة الْمُعنَّفة؟ ألا يتعلمون أن المرأة كائن بشري؟ ألا يتعلمون شيئًا عن حقوق الإنسان؟ ألا يتعلمون عن حق الضيف؟ يبدو أن ما يتعلمه المهنيون في جامعاتنا بحاجة إلى مراجعة جدّية حتى يتسق مع مستحدثات العصر، وليس فقط من حيث المستوى العلمي، ولكن أيضًا من حيث المحتوى الفلسفي. فقد علمنا عن التجربة المريرة التي مرت بها نتاشا، لأنها امتلكت قدرًا من الشجاعة - تحمد عليه - كي توثقها ولا بد أن أخريات قد مررن بتجارب مماثلة مرت بدون توثيق. أي أننا نتحدث عن نمط تفكير وليس حالة فردية ..



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الفرعون .. والإمام .. الرئيس منزوع الصلاحيات
- تشريح ثورة
- الدولة المدنية
- بيتي فريدان وكتاب -السحر الأنثوي-
- تقدم .. تأخر
- تأنيث الفقر
- الإسكات
- المرأة المصرية وصياغة الدستور
- النساء والانتخابات
- حواء والتاريخ النسائي
- اللغة والحط من شأن الأنثى والأنوثة والأنثوي في الثقافة المعا ...
- عمل المرأة ليس ترفًا
- برنامج -دائرة الستة أشخاص-: للحد من العنف المجتمعي
- عفت عبدالكريم والرسائل الملتبسة في مسرحية مدرسة المشاعبين
- الإعلان وتكريس المفاهيم التقليدية
- النظام الأبوي والدولة الجديدة


المزيد.....




- الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام
- تحديد الجنس الأكثر عرضة للوفاة المبكرة
- تهم “الإرهاب” الكيدية تلاحق الناشطات مناهل العتيبي وبشرى بلح ...
- هل هناك -فجوة صحية- بين النساء والرجال؟ دراسة تجيب
- قوات الاحتلال تعتقل امرأة و 14 فلسطيني في الضفة الغربية
- هل يؤثّر منح اللجوء للنساء الأفغانيات على معدّلات الهجرة في ...
- هل تسقط حصانة جيرار ديبارديو أخيرًا ويحاسب على اعتداءاته؟
- الناشطات مناهل العتيبي وبشرى بلحاج وجميلة بن طويس بمواجهة ته ...
- مركز أبوظبي للغة العربية يُخلّد منجزات المرأة في كتاب «مئة م ...
- بينهم -تيك توكر- شهير.. ضبط عصابة لاغتصاب الأطفال في لبنان


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عائشة خليل - اغتصاب الثيب غير وارد!!